بعد حذف الواتس آب .. ما هو أفضل تطبيق متاح حالياً

خفايا قصة نشوء واتس آب

عام 2009، قام “جان كوم” و “بريان أكتون“، ببرمجة تطبيق التواصل الاجتماعي واتس آب – التطبيق لاقى رواجاً لا مثيل له خلال سنوات قليلة، حتى أنه أصبح واحداً من أكثر البرامج استخداماً – خاصة مع انطلاق حركات الاحتجاج في الوطن العربي و بعض البلدان الأخرى نهاية عام 2010. في شهر آب/أغسطس عام 2012، صرّح واتس آب أنه تم إرسال و استقبال 10 مليارات رسالة في اليوم الواحد.

whatsapp

لاحظت شركة فيسبوك التقدم و الانتشار الغير مسبوق لتطبيق واتس آب، و بدأت محاولات فيسبوك للاستحواذ عليه أو شراءه .. في نهاية الأمر، و تحديداً في شهر شباط/فبراير عام 2014 تم بيع واتس آب لشركة فيسبوك بقيمة 19 مليار دولار، و شملت الصفقة انتقال مؤسسي التطبيق “جان كوم” و “بريان أكتون” لشركة فيسبوك لمتابعة إدارة واتس آب.
قامت فيسبوك للاستحواذ على واتس آب بالتهديد ببناء تطبيق أو منصة مشابهة و الترويج لها عبر قوة فيسبوك و تدمير منصة التواصل الاجتماعي الأشهر واتس آب، كما حصل وحاصل مع تطبيق “سناب شات” الذي فشلت فيسبوك بشراءه فأعلنت الحرب عليه عبر الاستحواذ على تطبيق “انستغرام / Instagram” و إنشاء خصائص شبيهة بخصائص سناب شات ..
في تلك الفترة لم يكن تشفير واتس آب جيداً، و كان بإمكان الشركة الإطلاع على محتوى المراسلات. في هذه الأثناء و مع ازدياد الاعتماد على واتس آب في ظل عدم أمانه (بسبب سوء التشفير) بدأت تعلو أصوات من مؤسسات و أفراد و شركات تجاه عدم الاعتماد على واتس آب خاصة في الأمور و النقاشات السياسية و الحقوقية و استخدام تطبيقات أكثر أماناً، فشعرت فيسبوك بخطر ما نحو الاستغناء عن واتس آب بسبب التشفير فقررت تشفير اتصالات واتس آب، و فعلاً في شهر نيسان/أبريل عام 2016 تم تطبيق التشفير على اتصالات واتس آب باستخدام تقنية تشفير تسمى “طرف إلى طرف” أو End-to-End Encryption.

ماذا يعني تشفير “طرف إلى طرف” أو End-to-End Encryption ؟

هذا التشفير يعني أن الرسالة يتم تشفيرها في الجهاز المُرسل، و يتم فك تشفيرها في الجهاز المستقبل، أي و بمعنى أوضح أنه لا يمكن لأحد قراءة أو معرفة محتوى الرسالة أو الاتصال حتى شركة الواتس آب نفسها لا يمكنها فك هذا التشفير و الاطلاع على محتوى الرسالة.
بدأت واتس آب بتشفير الاتصالات وسارت الأمور على أحسن حال، لكن، بقيت المنظمات و الجهات و الأشخاص المهتمين بالخصوصية و الأمن الرقمي غير راضين عن واتس آب لعدة أسباب أهمها أنه تطبيق مغلق برمجياً، أي لا يوجد إمكانية للتحقق من كيفية عمله(سوف نشرح ذلك بعد قليل)، بالإضافة لعدة مشاكل منها عدم تشفير النسخ الاحتياطية للمحادثات.

ماذا حدث في تطبيق واتس آب بعد ذلك ؟

استقال بريان أكتون من شركة فيسبوك بشهر أيلول/سبتمبر عام 2017، بعد أقل من سنة و بالذات في شهر أيار/مايس عام 2018 استقال جان كوم أيضاً من فيسبوك، حيث كان واضحاً عدم رضى بريان و جان عن سلوك فيسبوك ككل و سلوكها عبر واتس آب بشكل خاص.
في يوم 4 كانون الثاني/يناير 2021 أصدرت واتس آب سياسة جديدة (كتبنا عن مخاطر هذه السياسة في مقال سابق للاطلاع عليها اضغط هنا)، و ألزمت الأشخاص فيها كشرط لمتابعة استخدام واتس آب، ضجت مواقع التواصل بمقالات و تقارير الاستهجان و الغضب، و ما زاد حدة الموقف كلمتين قالها يوم الخميس 7 كانون الثاني/يناير 2021 إليون ماسك (و هو رجل أعمال و مؤسس لعدة شركات منها “سبيس إكس” و هي شركة تقنيات استكشاف الفضاء أيضاً شركة “تسلا” و هي الشركة اﻷكبر في العالم لصناعة السيارات الكهربائية و مؤسس “بايبال” للدفع الالكتروني .. وغيرها من الشركات)، قال عبر حسابه على تويتر: Use Signal أي “استخدموا سيغنال”!

Use Signal

— Elon Musk (@elonmusk) January 7, 2021

ما هو “سيغنال”؟

سيغنال هو تطبيق تواصل – شبيه بواتس آب، لكن أفضل منه بكثير لناحية الخصوصية والأمان، ويمكن عبر هذا التطبيق إجراء: تواصل صوتي، تواصل كتابي، مكالمات فيديو، إنشاء مجموعات، إرسال صور أو ملفات.
– بالنسبة للتواصل الصوتي و الفيديو في المجموعات (يتيح واتس آب 8 أشخاص في الاتصال الواحد – بينما يتيح سيغنال 5 أشخاص و يتم العمل على زيادة العدد في سيغنال)
– حذف الرسالة بعد الإرسال (حذف من الجهاز المرسل والجهاز المستقبل)
– في واتس آب يمكن حذف الرسائل التي تم إرسالها خلال ساعة واحدة – أما في سيغنال فيمكن حذف الرسائل التي تم إرسالها خلال ثلاث ساعات
أما من الأشياء التي تميّز سيغنال لناحية الأمان، هو إمكانية تحديد مؤقت زمني لحذف الرسائل من الجهاز المرسل و الجهاز المستقبل بشكل تلقائي – هذا خيار ممتاز لعدم الاحتفاظ بالمراسلات المهمة أو الحساسة – يمكن في سيغنال تفعيل الإزالة التلقائية في عدة فترات زمينة (5 – 10 – 30 ثانية أو 1 – 5 – 30 دقيقة  أو 1 – 6 – 12 ساعة أو 1 يوم أو 1 أسبوع) – أما في واتس آب فالخيار ليس مفعل على جميع الإصدارات و هو محدد في 7 أيام فقط (لا يمكن تغييره). أما الشيء الأهم الذي يميّز سيغنال عن واتس آب، هو أن سيغنال تطبيق مفتوح المصدر.

ماذا يعني تطبيق مفتوح المصدر؟

عندما يكون التطبيق مفتوح المصدر، ذلك يعني أن الكود البرمجي للتطبيق متاح للجميع، أي بإمكان أي شخص أن يطلع على الكود، و إذا كان عنده معرفة بالبرمجة بإمكانه معرفة آلية عمل التطبيق، و ما إذا كان التطبيق يقوم بسلوك سيئ على الجهاز.
هناك معلومة مهمة جداً و ملفتة للنظر و هي أن واتس آب أو فيسبوك استعانوا بـ سيغنال ليشفروا لهم التطبيق و ذلك باستخدام تشفير سيغنال، ذلك يعني أن فيسبوك استعانت بمنافسها ليشفر لها التطبيق، التساؤل المهم هنا لماذا تم ذلك؟
ببساطة، ﻷن تشفير سيغنال (أو بروتوكول التشفير الذي أنشأته سيغنال) هو أفضل بروتوكول تشفير موجود حالياً، و الذي يؤمن تشفير آمن بين الجهاز المرسل و الجهاز المستقبل.

هنا يوجد معلومة طريفة و هي أن مؤسس واتس آب بريان أكتون و بعد أن استقال من فيسبوك أنشأ مؤسسة اسمها Signal Foundation و قد قام بتأسسيها مع “Moxie Marlinspike” مؤسس شركة سيغنال.

هل هناك تطبيقات أخرى يُنصح بها ؟

لوحظ أن الكثير من الناس اتجهت باتجاه تطبيق تيليغرام، هو تطبيق للتراسل الفوري، حرّ و مجانيّ و مفتوح المصدر جزئيًا (ليس كتطبيق سيغنال مفتوح بالكامل) و متعدد المنصات و يُركز على الناحية الأمنية. مستخدمو تيليغرام يمكنهم تبادل الرسائل بإمكانية تشفير عالية بما في ذلك الصور و الفيديوهات و الوثائق حيثُ يدعم كافّة الملفات. يقف وراء هذا التطبيق الأخوين الروسيين Nikolai Durov (يعيش في مدينة دبي) و Pavel Durov و هما المؤسسين لأكبر شبكة اجتماعية في روسيا VKontakte و هي التي تسمى “فيسبوك روسيا” و هي الشبكة الاجتماعية الأشهر هناك.
هناك حادثة تجعل المستخدمين يترددون باستخدامه، و هي أنه في شهر آذار/مارس 2018 قامت هيئة تنظيم الاتصالات الروسية بتهدد شركة تيليغرام بالإغلاق بعد شهر إن رفضت تسليم البيانات الخاصة بمستخدميها و مفاتيح تشفير المحادثات للمخابرات الروسية. ترجح بعض المصادر أن مفاتيح التشفير سبق و أن قُدمت للمخابرات الروسية FSB، و ما حصل من تهديد ما هو إلا دعاية للتيليغرام لجعل الناس تثق به بشكل أكبر.

في النهاية أنصح الجميع بحذف تطبيق واتس آب بأسرع وقت و البدء باستخدام تطبيق سيغنال لأنه أثبت جدارته بأكبر قدر حتى الآن.

لتحميل برنامج سيغنال للأندرويد من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *